كانوا متواضعين يعرفون حدود الله وجاهدوا فى سبيل الدعوة !
ً عبد الله بن عمرو بن العاص الملقب بالقانت التائب كانت له مكانة رفيعة ..
أبناء صحابة رسول الله مصابيح يجب أن يهتدى بها الشاب المسلم ، عند النظر إلى سيرة أفضل وأشرف الأصدقاء و هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنجد مواقف كثيرة تستحق الوقوف عندها لأنهم من لازموا النبى مسيرته فى الدعوة لرسالته ودينه ونجد أيضاً مواقف كثيرة مروا بها بعد وفاة الرسول من تحيز لهذا والوقوف بجانب ذاك ولكن كان هدفهم الرئيسى رغم اختلافهم السياسى والدور الذى يقوم به كل خليفة هو مصلحة المسلمين ولو نظرنا إلى مواقف أبناء الصحابة الذين دائماً يذكرون بمحاسن الصفات ولهم أدوار رئيسية فى السيرة النبوية وأخرى فى التاريخ الإسلامى .
بعد وفاته صلى الله عليه وسلم نجد أن هناك أسماء تتردد كثيراً وهؤلاء لهم تأثير كبير فى تاريخ الأمة الإسلامية وتراهم جميعاً اتخذوا مواقف شجاعة تعكس إيمانهم وقوتهم أمام المغريات وليس لأنهم أبناء صحابة أجلاء يفعلون ما يشاءون فمثلاً أسامة بن زيد الذى كان لقبه كما اسماه الصحابة " الحِب بن الحِب " لأنه بلغ حب رسول الله كما بلغ نفس الحب لأبيه زيد بن حارثه خادم الرسول والذى كان ابنا للرسول قبل أن يبطل القرآن الكريم التبنى ونجد أن من قدر حب الرسول صلى الله عليه وسلم لأسامة أنه عندما دخل الكعبة فى لحظة مهمة فى تاريخ الرسالة كان أسامة بن زيد بجانبه هو وبلال بن رباح .
ونجد أنه وهو لم يتجاوز العشرين يأمر الرسول أن يكون أسامة على رأس جيش فيه كبار الصحابة وهنا كان أكبر تقدير للشباب فهذا الشاب يقود جيشاً وتحت إمرته كبار المهاجرين والأنصار حتى أنهم تهامسوا كيف يكون أميرهم شابا فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وقال لهم " إن بعض الناس يطعنون فى إمارة أسامة بن زيد ولقد طعنوا فى إمارة أبيه من قبل وإن كان أبوه لخليق بها وإن إسامة لخليق بها وإنه لمن أحب الناس إلى بعد أبيه وإنى لأرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيراً " .
إذن نحن أمام شخصية لها محبة غير عادية من الرسول ولكن عندما أخطأ وقتل رجلاً فى معركة وهو ينطق لا إله إلا الله يغضب منه رسول الله ويعنفه ويقول له فكيف لك بلا إله إلا الله ؟ وهنا فهم أسامه رسالة النبى له لهذا نجده كان يلتزم حياداً فى الفتنة الكبرى مع إنه كان يحب الإمام على حباً كثيراً وكان يرى أن الحق بجانب على ولكنه لا يقتل مسلماً .
وأيضاً عبد الله بن عمرو بن العاص الملقب بـ القانت التائب الذى كانت له مكانة رفيعة بين العابدين والزاهدين والذى عاش حياته جميعها فى عبادة بعكس أبيه عمرو بن العاص رضى الله عنه الذى عاش حياته محارباً وداهية فى صراعات السياسة ومنازلات الحرب كان عبد الله حافظاً للقرأن دامع العين من خشية الله فكان رضى الله عنه عابداً لله يخرج للجهاد أوقات ال الحرب بينما يكون فى المسجد صائماً قائماً عندما تقف الحرب حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم استدعاه عندما علم أنه يصوم كل يوم وقال له " حسبك أن تصوم فى كل شهر ثلاث أيام فقال له إنى أطيق أكثر من هذا فقال له النبى فهل لك إذن فى خير صيام ، صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً " ولما تقدمت به السن قال " ليتنى قبلت رخصة رسول الله " ولكن نرى عبد الله فى معركة صفين مع معاوية ضد الإمام على ؟
كانت مشكلة عبد الله أنه ذات مرة أخذ رسول الله يده ووضعها فى يد أبيه عمرو بن العاص وقال له " إفعل ما أمرتك، وأطع أباك ،" و حين جاءت المعركة دعاه أبوه للخروج معه ولكنه رفض لأنه عهد إلى النبى صلى الله عليه وسلم ألا يضع سيفاً على عنق مسلم ولكن أباه ذكره بقول رسول الله "أطع أباك " فخرج معه إلى المعركة حتى حدث أمر مفزع هو مقتل عمار بن ياسر فكان عبد الله سمع رسول الله وهو يقول عنه " ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية " وكان عمار ـ رضى الله عنه ـ فى صفوف الإمام وهنا انطلق عبد الله فى صفوف جيش معاوية يهبط من عزائمهم ويهتف ويقول لهم إنهم الفئة الباغية وبعدها عاش حياته فى عبادة ولكن عندما يتذكر صفين يقول : " مالى ولصفين ؟ مالى ولقتال المسلمين " .
ونرى أيضاً عبد الله بن عمر بن الخطاب الذى كانت تقول عنه أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها " ما كان أحد يتبع آثار النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى منازله كما يتبعه ابن عمر " فكان قول أم المؤمنين عنه لشدة اتباعه النبى فكان ينظر إلى ما يفعله رسول الله فيفعل مثله تماماً وعندما يصلى النبى يصلى عبد الله فى ذات المكان وعندما يدعو قائماً يدعو عبد الله قائماً وقيل عنه إنه " لم يكن من أصحاب رسول الله أحد أشد حذراً من ألا يزيد فى حديث الرسول أو ينقص منه من عبد الله بن عمر " .
وذات يوم فى عهد أمير المؤمنين عثمان رضى الله عنه طلب منه الخليفة أن يشغل القضاء فرفض وقال : " كلا ولكن بلغنى أن القضاة ثلاثة ، قاض يقضى بجهل ، فهو فى النار وقاض يقضى بهوى فهو فى النار وقاض يجتهد ويصيب فهو كفاف لا وزر ولا أجر " .
هنا نرى مشاهد كثيرة لهؤلاء الأبناء العظماء الذين يستحقون كل تقدير على وقفتهم ضد الظلم وحيادهم فى سفك دماء المسلمين وحرصهم أن يكون المسلم أخا للمسلم ولكن دائماً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وقد أتت وامتلأت الأرض بالدماء !!