رسالة الى الضمير الانساني
من يُنصف الوضع الخطير للأسيرات العراقيات
عشرة آلاف 10000 اسيرة عراقية في سجون الاحتلال
كل المجتمعات الانسانية مهما اختلفت تبحث عن حد ادنى من الحكمة والعدالة للتعامل مع الاسرى والمعتقلين وتدعوا دائما لتطبيق معاهدات جنيف رغم ان كل القوانين الوضعية والسماوية تأمن لهم الحفاظ على كرامتهم كبشر لهم حقوق كبيرة يتعين توفيرها.
و رغم تاكيد القانون الدولى على وجوب اطلاق سراح الاسرى بعد توقف العمليات العسكرية ولايجوز الاحتفاظ باى معتقل مهما كانت الاسباب لاكثر من 72 ساعة دون تقرير مصيرهم بعرضهم امام المحاكم المختصة .
السؤل الذى يطرح دائما هل توقف الضمير العربي والاسلامى عن ممارسة دوره للوقوف امام الجرائم الوحشية التى تمارس ضد النساء والاطفال في العراق ؟ وماذا قدمت المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة التى صدعت رؤوسنا بالمؤتمرات والشعارات للدفاع عن حقوق المرأة.
إن الذئاب البشرية التى جاءت على ظهر الدبابة الاميركية او خلفها تمارس اليوم ابشع صور التعذيب والاغتصاب وامتهان ومسخ لكرامة الانسان و صوراً بشعة ستبقى جُرحا خالدا في ذاكرة الضمير الانسانى.
في كل الحروب التى دارت رحاها على الارض منذ القرون الوسطى وكل غزوات التتار والمغول لن تُسجل جرائم وانتهاكات قذره وقعت على المرأة بحجم الجرائم الكبيره التى ترتكب ضد المرأة العراقية من قبل قوات الاحتلال الاميركي وتشكيلات حكوماتها الادوات الاكثر خِسة من قوات الاحتلال نفسها
إن عمليات الاغتصاب والتعذيب و الممارسات السرية الخطيرة التى تمارسها قوات الاحتلال الامريكى ضد الاسيرات العراقيات نهجٌ منظم ومعتمد من قبل الادارة الامريكية.
و ان الجرائم الكبيرة التي تمارس ضد النساء في معسكر كوربر قرب مطار بغداد الدولي الذى نادرا ما يعزل به الرجال عن النساء وسجن أبو غريب سيء الصيت ومعتقل مطار المثنى السري للنساء والأطفال وسط العاصمة بغداد وسجن الكاظمية القديم للنساء الذى لايصلح ان يكون حضيرة للحيوانات ومعسكر شيخان للنساء والاطفال البائس وسجن عقرة الذى تُمارس به أبشع أنواع التعذيب والاضطهاد العرقى ومعسكر سوسا في السليمانية الذى يدار من قبل ميليشا البيشمركة ومعسكر ايكو في محافظة القادسية ومعسكر بوكا الخطير في ام قصر جنوب العراق . تعد هذه المراكز من أخطر مراكز الاعتقال في منطقة الشرق الاوسط.
ناهيك عن عدد السجون والمعتقلات السرية التى يتعذر معرفتها او الوصول اليها وإن عمليات الاغتصاب والتعذيب الوحشى التى تمارس ضذ الاسيرات العراقيات من قِبل الحرس الحكومى والشرطة تأتى بدعم ومباركة قوات الاحتلال وتستخدم المرأة كورقة ضغط على الرجال لكسر روح المقاومة العراقية العنيدة.
إن التقارير الصادرة من اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين في العراق والمركز الوطني للبحوث والدراسات العربية وكافة المنظمات العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة تؤكد حقيقة تعرض المعتقلات العراقيات إلى الاغتصاب والتعذيب الجسدي المهين والتعامل معهن بأسلوب وحشي مهين من قبل الحرس الحكومي والشرطة التي تسيطر عليها الميليشيات والعصابات الطائفية .
إن حوادث الاغتصاب التي كشف عنها أخيراً .. عبير و صابرين الجنابي والشمري لا تمثل إلا واحد بالمئة 1 % من حجم الجرائم والاغتصاب الوحشي التي تتعرض لها المعتقلات العراقيات .
وتوكد التقارير الى وجود أعداد كبيرة من المعتقلات تستمر عملية احتجازهن لا لشيء إلا لممارسة الاغتصاب الجنسي رغم وجود أمر قضائي لإطلاق سراحهن إلا أن الشرطة التي تسيطر عليها المليشيات الطائفية لا تمتثل لتطبيق الأوامر القضائية .
لقد ضاقت جدران السجون و المعتقلات بالأعداد الكبيرة من السجينات العراقيات و المحتجزات بمراكز اعتقال لاتصلح ان تكون حضيرة للحيوانات و تفتقر الى الحد الادنى من المستلزمات الملحة بحيث يتكدس اعداد كبيرة من الاسيرات واطفالهن الرضع بداخل غرف لاتتسع لهذه الاعداد الكبيرة وتفتقر الى التهوية والانارة وتدمج الحمامات عاده بداخل غرف الاحتجاز.
تتعرض الاسيرات يوميا الى التفتيش الخلعى والتعذيب والاغتصاب والاذلال النفسي والجسدى من قبل الشرطة وادارة السجن ويُجردن من الملابس ويحرمن من الطعام والشراب لعدة ايام لمسخ ارادهن .
وتُمنع فرق الصليب الاحمر الدولى والمنظمات العاملة تحت مظلة الامم المتحدة من زيارة مراكز الاعتقال للاطلاع على ما يجرى في الداخل .
و نادراً ما تُطالب هذا المنظمات بزيارة السجون والمعتقلات بسبب الوضع الامنى المتردى وسيطره المليشات عليها .
تُمارس عمليات التسويف والمماطلة اوالامتناع عن تقديم ملفات المعتقلات امام القضاء وتترك الاسيرات العراقيات دون تقرير مصيرهن رغم مرور سنوات على إحتجازهن.
و في أحيان كثيرة لا يتم الفصل بين المعتقلات و المعتقلين و قد يكون الفاصل بينهم قطعة من القماش تستخدم كجدار للفصل بينهم .
عَلمنا أنَ 90% من الاسيرات لايوجة لهن أى إتهام ويتم اعتقالهن لدوافع طائفية رغم عدم ارتكابهن أى جنحة اوجناية .
إن التقديرات الدولية و تقارير وزارة حقوق الإنسان في العراق حول عدد المعتقلات العراقيات يتطابق مع التقارير الصادرة من اتحاد السجناء السياسيين في العراق و التي يؤكد وجود ( 10000 )عشرة الاف اسيرة عراقية تعرضنّ للاعتقال منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 و لغاية هذا التاريخ
وتحذر التقارير من حدوث كارثه انسانيه كبيره بسبب انتشار مرض الكوليرا والجرب والايدز في بعض مراكز الاعتقال , وتتعمد السلطات من حرمان مراكز الاعتقال لأبسط المستلزمات الانسانية والصحية .
وتشير احدى الدراسات التى اجريت في وسط وغرب العراق على ان اعتقال امرأة عراقية واحدة يُعطى مبررا كبيرا لولادة 1000 ألف مُتطرف يمارس الارهاب و القتل والعنف انتقامنا لشرفه وكرامته .
واذا ما ارادت السلطات في العراق ان تبحث عن الامن او الاستقرار عليها اولاً:
إطلاق سراح كافه الاسيرات والمعتقلات العراقيات وايقاف عمليات الدهم والاعتقال العشوائى التى تمارس ضد النساء والاطفال والشيوخ...والتوقف فورا عن ممارسة الارهاب الحكومى ضد ابناء الشعب العراقي .
ان افضل وسيله لردع الجرائم التى تمارس ضد الانسانية هو تسليط الضوء عليها و إن كل المسؤلين عن هذه الجرائم التي ترتكب ضد أبناء الشعب العراقي سيقدم إلى المحاكم الدولية المختصة و إن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم الزمني حسب القانون الدولي باعتبارها جرائم حرب مورست ضد الإنسانية .
اخوكم
محمد حميد عبد العراقي
من بـــــغــــــــداد الدورة